- Sun, 22-Dec-2024
"أبطال مستشفى النو: متطوعون ينقذون الأرواح في أمدرمان"
إنسان برس : علي تركمان
في أحدث حلقات البودكاست الشهير "شاي لبن" مع الإعلامي مصطفى النعيم، قدمت حلقة مميزة تحت عنوان "أبطال مستشفى النو أمدرمان"، حيث تم تسليط الضوء على الجهود البطولية التي يبذلها متطوعي مستشفى النو بأمدرمان لخدمة المجتمع السوداني منذ بدء الحرب في السودان وإنهيار النظام الصحي وتدمير المؤسسات الصحية وإتخاذها ثكنات عسكرية في الخرطوم
حتى في ظل أصعب الظروف. كان أبرز ضيوف الحلقة هو المتطوع الشهير بالمستشفى والمعروف باسم "الصيني"، الذي سرد بتفاصيل مؤثرة كيف يواجه المتطوعون التحديات اليومية في المستشفى بإرادة قوية وإخلاص لا ينقطع وثبات إنفعالي لمجابهة الوضع المنهار ومحاولات الإنقاذ المستمرة للمصابين والمرضى بصورة يومية في مستشفى النو بأمدرمان وتنسيق تحويل الحالات لمستشفى الجكيكة لعمل العمليات الجراحية ومستشفى المك نمر بشندي
إحصائيات العمليات الجراحية
من أبرز الأرقام التي تم ذكرها في الحلقة هي إحصائيات العمليات الجراحية التي أجراها المستشفى خلال الأشهر الماضية. ووفقاً لما ذكره "الصيني" في البودكاست، فقد تجاوز عدد العمليات الجراحية في مستشفى النو 700 عملية شهرياً، مما يعكس الضغط الهائل الذي يتعرض له الطاقم الطبي. تنوعت هذه العمليات ما بين جراحات طارئة وجراحات اختيارية، وغالباً ما كان يتم إجراؤها في ظل نقص الموارد البشرية والأجهزة الطبية
أبرز "الصيني" كيف أن الكوادر الطبية، بما في ذلك الأطباء والممرضين والفنيين، يعملون بتفانٍ غير عادي على مدار الساعة لتلبية احتياجات المرضى المتزايدة. رغم الظروف الصعبة التي يعيشونها لا يزال الكادر الطبي قادراً على الحفاظ على مستوى عالٍ من الكفاءة والمهنية رغم الضغوط وقلة الإمكانيات ومحدوديتها
دور "الصيني" ومتطوعي شارع الحوادث
في قلب هذا الجهد الهائل يبرز "الصيني"، الذي يعمل في مستشفيات الاطفال منذ سنوات طويلة ويعد أبرز مؤسسي منظمة شارع الحوادث حيث لعب دوراً محورياً في إدارة وتسهيل سير العمل اليومي. من متابعة العمليات اللوجستية إلى تقديم المساعدة الطبية والإدارية، يمثل "الصيني" مثالاً للتفاني والشجاعة. سرد في البودكاست بعض المواقف الصعبة التي مرت عليهم منها فترات الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي وكيف كان يتعين عليه هو وزملاؤه من المتطوعين توفير حلول بديلة لضمان استمرار العمليات الجراحية
كما سلط البودكاست الضوء على مبادرة "متطوعي شارع الحوادث"، الذين يقدمون دعماً حيوياً للمستشفى، سواء من خلال توفير الإمدادات الطبية أو دعم المرضى وذويهم. هؤلاء المتطوعون، الذين باتوا يشكلون جزءاً لا يتجزأ من النظام الصحي في المستشفيات العامة بالسودان، يعملون بالتنسيق مع الطاقم الطبي لتقديم المساعدة اللازمة في الحالات الحرجة، وضمان تقديم الرعاية الصحية بشكل أسرع وأكثر فعالية منذ أكثر من عقد من عمر الزمان بإدارة مركزية فاعلة للمنظمة وكوادر تطوعية
بطل شارع الحوادث
بين أروقة الطوارئ في مستشفى النو بأمدرمان، كان إبراهيم نصرالدين الجعلي، أحد متطوعي شارع الحوادث، هو الضوء الذي ينير الطريق لكل من تقطعت به السبل. شاب في ربيع شبابه، عرفه الجميع بابتسامته الصادقة وتفانيه اللامتناهي. لم يكن إبراهيم يبحث عن الشهرة أو المكاسب، بل كان يسعى بصدق لإنقاذ الأرواح ومد يد العون في أحلك ظروف الحرب والنار
توفاه الله أثناء تأديته واجبه النبيل، نتيجة هبوط مفاجئ في الدورة الدموية
نعيه في وسائل التواصل الاجتماعي كان شاهدًا على المحبة والاحترام الذي ناله من رفاقه وزملائه، الذين ذرفوا الدموع على فراقه. فراغ رحيله سيظل طويلًا، لكن أثره سيبقى محفورًا في قلوب الجميع. لقد أثبت لنا أن الأبطال ليسوا من يبحثون عن المجد الشخصي، بل من يضيئون حياة الآخرين بتضحياتهم وأفعالهم الطيبة
تأثير البودكاست
"شاي لبن" مع مصطفى النعيم أثبت مجدداً قدرته على إلقاء الضوء على قضايا هامة تلامس حياة المواطنين السودانيين. كانت الحلقة دعوة مفتوحة للمجتمع لدعم مستشفى النو والعاملين فيه، من خلال التبرع بالموارد أو حتى الانخراط في العمل التطوعي. التفاعل الكبير الذي شهدته الحلقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي يعكس الوعي المتزايد لدى الجمهور السوداني حول أهمية القطاع الصحي ودعم الأبطال المتطوعين العاملين فيه والذي يرغبون في الدعم المباشر والتطوع وتقديم الخدمات بحسب ماهو متاح لهم.
في الختام، تبقى قصة مستشفى النو وأبطاله، مثل "الصيني" ومتطوعي شارع الحوادث، درساً في التضحية والإخلاص والوطنية الحقة، وتذكيراً بأهمية العمل الجماعي والتضامن في مواجهة التحديات الصحية في السودان في ظل الحرب المشتعلة الان
Powered by Froala Editor