رثاء الملازم أول الشهيد محمد صديق مابين أقلام الصحافة وكلمات أهل السياسة

19/05/2024
مدير النظام

أحدث نبأ إستشهاد الملازم أول معاش محمد صديق بالتصفية بعد ظهوره في مقاطع فيديو مسجلة من قبل مليشيا الدعم السريع ردود أفعال واسعة إستهجان وإستنكار للفعل الإجرامي الذي يتنافى مع القانون الدولي الإنساني في أوساط الإعلاميين والنشطاء والسياسيين بتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي للخبر بصورة كبيرة والحسرة التي أصابت السودانيين لمواقفه البطولية المشهودة  وظل أيقونة ثورية في أوساط الديسمبرين ولبى نداء الجهاد عندما دعى الداعي ولم يخن 


إنسان برس : علي تركماني 


عبدالماجد عبدالحميد 

أقوي رسالة تركها الشهيد الشاب محمد صديق أن من يملك إرادة القتال والرغبة في حسم الحرب هو من سيكسب في خاتمة المطاف وإن طالت المعارك ..

علي قيادة الجيش السوداني مراجعة طريقتها في التعامل مع المقاومة الشعبية .. الشهيد الشاب محمد صديق ضرب مثلاً رائعاً في تجاوز المواقف وتصحيح مسار الطريق ..أعلن باكراً عودته إلي صفوف القتال في الجيش متطوعاً .. وجد معاملةً حذرة لم تمنعه من مواصلة الطرق علي باب الفداء والتضحية حتي سقط مضرجاً في دمائه التي سقت تربة أرض أجداده علي مر التاريخ ..

عدة رسائل موجعة تركتها الطريقة البشعة التي تمت بها تصفية الشاب الشهيد محمد صديق ..منها أن حرب مليشيا التمرد لم ولن تتوقف ضد السودان كله .. وأنه لاخيار سوي سحق هذا التمرد بمقاومة شعبية تتجاوز محطات القول والاستعراض السياسي إلي حيز الفعل المقاتل ..وأنه لا خيار أمام قيادة الجيش غير تسليح المقاومة الشعبية وتجاوز المحاذير الأمنية والسياسية التي تقترب من وأد تجربة لايملك السودانيون غيرها في الوقت الحاضر لمواجهة عاصفة التمرد والخيانة والمؤامرة العابرة للقارات ..


ضياء الدين البلال أحرف من نور في صحائف التاريخ


الملازم محمد صديق اُستشهد بالطريقة التي تُليق بجسارة الأبطال وبسيرته الظافرة النظيفة.


لم يولِ ظهره ويري عدوّه باطن رجله حتى لا يجلب العار لأبناء جيله الأخيار وبنات وطنه الكريمات.


لم يرتجف خوفاً أو يهتز رهبةً، أو يطأطئ الرأس خاسئا وهو حسير ، في مواجهة أسيريه الجبناء.


لم يستطيعوا إذلاله وكسر كبريائه، فكان قرارهم في هوجاء غضب ذميم وغيظ حقود التخلُّص من جسده الطاهر.


لتُحلِّق روحه عالياً في سماء العزة والإباء.


سيخلد اسمه وذكره بأحرف من نور في صحائف التاريخ وسِجلات البطولة وأناشيد المجد كرمز سوداني أصيل غير قابل للنسيان.


ومن عليائه الماجدة، سيفتح الباب واسعاً لجحافل المستنفرين من كل حدب وصوب ليقفوا جبالاً راسخة في وجه المتآمرين والكائدين والعملاء:


فالوحش يقتل ثائراً.. 


والأرض تنبت ألف ثائر!


يا كبرياء الجرح! لو متنا لحاربت المقابر!


فملاحم الدم في ترابكِ مالها فينا أواخر


حتى يعودَ القمحُ للفلاح يرقص في البيادر


ويُغرّدَ العصفور حين يشاء في عرس الأزاهر

والشمس تشرق كل يوم.. في المواعيد البواكر



رئيس تحرير السوداني عطاف محمد مختار الشهيد محمد صديق الفداء لم يخن 


ارتقى الملازم أول معاش، محمد صديق، شهيداً، مرفوع الرأس، أراد الله له الشموخ في حياته وعند مماته. ولعمري هذا مقام عليٌّ.


رأيته أول مرة؛ في الأيام الأولى لاعتصام ميدان القيادة.. كان فارساً نبيلاً مِقداماً، حمى المعتصمين حينها من الغدر، يحثهم على الثبات.


حينما كان الشهيد محمد صديق أيقونة للثورة؛ يقف تحت نفق الجامعة، رافضاً سحب قوته من ميدان الاعتصام؛ ويقول لأحد كبار الضباط (مخالف سعادتك.. لن أسحب قواتي.. ويا إخواني في مختلف الرتب بالقوات المسلحة “دفن الدقن ما بينفع” تعالوا اقيفوا مع الشعب هنا لحدي ما يحصل تغيير، والرهيفة التنقد)، كان حينها حميدتي لم يحسم أمره بعد، هل يفض الاعتصام لمصلحة عمر البشير، أم يجير الاعتصام لصالحه!.


وحينما اعتلى حميدتي بانتهازيته الفطرية؛ مقاليد السلطة نائباً لرئيس المجلس العسكري ومن بعدها نائباً لرئيس مجلس السيادة، يتلقّى التحية العسكرية من كبار الضباط، والمداهنة من السياسيين، كان الشهيد محمد صديق، على رأس قائمة الضباط الذين يتم تسريحهم من الجيش، في عز ريعان شبابه، ثمناً لذوده ودفاعه عن الشعب، الذي أدى القسم في الكلية الحربية على حمايته.. ولأن أمثاله يجب أن لا يكونوا في مؤسسة الجيش السوداني، الذي يسعى حميدتي وبعض الخونة من الضباط لتحطيمه وتركيعه وفقاً لمخططات إقليمية.

وعندما اندلع تمرد مليشيا الدعم السريع، وعلى قيادتها كبار من ضباط الجيش، اللواء عثمان عمليات وآخرون، لم يتردد بطل الفداء محمد صديق ولم يتلجلج، قدم نفسه لإحدى الفرق، وتم رفضه. هل اكتفى بذلك وقال أنا عملت العلي!. لا، وألف لا، حمل أب ضراعاً أخضر كلاشه والتحق بالمستنفرين في المقاومة الشعبية، عندها كانت المليشيا تهدد باجتياح شندي، وأقسم أب ضراع؛ اليمين، أنه سيذهب في أثر المليشيا إلى الجيلي، ولن يسمح لها بتدنيس شندي. وبر البطل بيمينه ولم يحنث به، فقسمه ليس قسماً غموساً مثل الغدار ولد دقلو – الذي يلحس اليمين الغموس كما يلحس أموال السودان والناس بالباطل – بل قسم ويمين راجل ود رجال تربى على حب الوطن مدافعاً عن أرضه وشعبه وعرضه. والآخر الغدار ولد دقلو، عَلَا في الأرض، كما فرعون، سفاحاً قاطع طريق همباتي شفشاف، يستضعف أهل السودان يذبح أبناءهم ويستحي نساءهم إنه كان من المفسدين.

رحل محمد صديق واقفاً كالنخيل، بعد أن نفد رصاص بندقيته، لم يجبن أو يجري ويرتعد أمام لصوص مليشيا الغدر.. ولكأنه يغني: (أخواتي البنات الجري دا ما حقي حقي المشنقة والمدفع الثكلي وحالف باليمن أعز بنات أهلي).

لقد أعز الله محمد، وأعز أهله، إذ اصطفاه شهيداً، مخلداً اسمه بأحرف من نور على جدار التاريخ، بطلاً أسطورياً تحكي عنه القصص والروايات لمئات السنين.

الشهيد محمد صديق، هو المثال الرائع في مخيلة الناس عن الجيش والمفترض أن يكون عليه، فداء وتضحية ونبلاء وفراسة، هو (العسكري أب قلباً حار ما بدور الحقارة وفي عيونه شرارة، وبنصر الغلابى).

وكما قال لي الأخ محمد فاروق (محمد صديق، من ناحية هو توضيح لنظرة المواطنين دائماً للجيش، إنه قابلٌ للإصلاح، ومن ناحية ثانية يوضح مدى استحالة إصلاح الدعم السريع).

رحم الله محمد صديق برحمته التي وسعت كل شيء.. سيظل شامة وهامة وعلامة في جبين الوطن، رمزاً للشجاعة والإقدام والتضحية، ولما يجب أن يكون عليه الجندي..

نحن جند الله جند الوطن

إن دعا داعي الفداء لم نخن

نتحدّى الموت عند المحن

نشتري المجد بأغلى ثمن

هذه الأرض لنا

فليعش سوداننا عَلَمَاً بين الأمم

يا بني السودان هذا رمزكم

يحمل العبء ويحمي أرضكم


القيادي بحركة المستقبل للإصلاح والتنمية هشام عثمان السواني 


موتُك حياة لوطن ومعنى لأجيال وأجيال، وسيرتك تاريخ لما سيكون، وإقدامك تعليم في زمن الجهل والخيانة، صمودك ووقفتك في وجه الأوباش وكلاء الاستعمار شهود لن يُنسى. إن خنازير السياسة والعمالة لن يفهموا معناك ومجدك وما تمثله، ولكن الناس هؤلاء السودانيين الصابرين الصادقين يعلمون أن لحمك ودمك من طين هذه الأرض ومن نيلها الجاري. 

إن شرفَك يا (ود صديق) فوق كل المليشيا وفوق كل أسيادها وكل أعوانها، ومثلك لا نحزن عليه فهو القدر وهو القضاء؛ ولكن طريقك الذي أرشدتنا له حيًا وميتًا وأبيت إلا أن تكون شاهدا عليه، هو طريق الحق والحقيقة والعزة والكرامة والوطنية. 


" يافارس الحزن: مرغ حوافر خيلك

فوق مقابرنا الهمجية

حرّك ثراها. 

انتزعها من الموت

فكل سحابة موت تنام على الأرض

تمتصها الأرض، تخلقها ثورة في حشاها

انتزعها من الموت يافارس الحزن

أخضرٌ، قوسٌ من النار والعشب 

أخضرٌ

صوتُك..

بيرُق وجهك

قبرُك


لاتحفروا لي قبرا

سأرقد في كل شبر من الأرض

أرقد كالماء في جسد النيل

أرقد كالشمس فوق حقول بلادي

 مثلي أنا ليس يسكن قبرا

لقد وقفوا ووقفت

لماذا يظن الطغاة الصغار

- وتشحب ألوانهم - أن موت المناضل موت القضية" 

رحمك الله أيها البطل الشهيد.

والله أكبر والعزة للسودان.



امجد فريد 

فلتمضي عنواناً للبسالة والاتساق وحُب الوطن وشعبه، إلى جنات الخلد يا محمد صديق، فعرضك موفورٌ وجأشك ثابتٌ ووجهك وضاحٌ وثغرك باسم.


الرهيفة تنقد.. وأنت ترتقي فوق مذبح الوطن الجريح لتخلد صانعاً المجد، وحافظاً للكرامة وموفور الشرف، صادقاً للوعد ومصدقاً للموعد، في ذاكرة شعبك يا محمد صديق. وإن المنايا تنتقي من يريدها وأشرف أهل الحرب مجداً شهيدها. وأنت سلكت طريق الحق، فاخترت وعره، منحازاً لصواب قلبك وخيار شعبك، في الشارع وساحة الاعتصام وميدان الوغى، طاردت المنية حتى نلتها في أشرف المواقف. فاقرئ عنا السلام لمن سبقوك في درب الشهادة… فما كانت ديسمبر إلا بكم… أحمد خير والفاتح النمير وبابكر عبد الحميد، ومحجوب وعبد العظيم وكشة وعثمان مكاوي (ود فور) إلى آخر كتاب المجد فداءً لشعبنا ولأرضنا الحميمة. ولن ينتهي المقطع ولن ينقطع الفداء…

Powered by Froala Editor