إنفلات دولاري وعرقلة في السحب النقدي بالمصارف

04/04/2024
مدير النظام



إنسان برس :عبير جعفر 

تسببت حالة السيولة الأمنية التي يعاني منها السودان نتيجة للحرب المشتعلة بين الجيش والدعم السريع منذ ١٥ ابريل الماضي في تباطؤ المصارف السودانية في تلبية طلبات السحب النقدي من قبل عملائها بسبب النهب الذي تعرض له بعضها من قبل المليشيا المتمردة

وقال مدير البنك السوداني الفرنسي، المحلل المصرفي د.عثمان التوم ل" إنسان برس " ان المصارف عموما في السودان تواجه عدم قدرة على تلبيه طلبات عملائها للسحب نقدا وتعمد آنيا للتدرج في السحب و ذلك لان غالب و دائع العملاء منحت كتمويل لعملاء آخرين ويواجهون عجز في

 السداد و ان جزءا منها قد تم نهبه من الخزن و جزء آخر محجوز لدى المصرف المركزى كاحتياطي قانوني و بالتالي قد لا يستطيع المصرف الاستجابة لطلبات السحب و هذه مشكلة تتطلب تدخل المصرف المركزى. أما ان يقوم عملاء المصرف بتحويل ارصدتهم لمصارف اخرى فهذا يتطلب ان يكون للمصرف الذى سيتم السحب منه ارصدة كافية لدى بنك السودان المركزي ليتم السداد منها للمصارف التى يريد العملاء تحويل أرصدتهم إليها.

 وقال التوم إن الأمر يتطلب تدخل ذوي الشأن لمجابهة المشاكل التى يواجهها الجهاز المصرفى و ايجاد الحلول لهذه المشاكل اذا انها معقدة و لن تحل من تلقاء نفسها.

ووصف السحوبات النقدية التي تتم آنيا بالعادية، ولا توجد حركة سحوبات بكميات كبيرة

وفي سياق مصرفي متصل تشهد العملة السودانية الجنيه تراجعا مريعا امام الدولار حيث بلغ ١٢٠٠ _ ١٣٠٠ جنيه للدولار الواحد ،لأسباب ارجعها مصرفيون ومحللين تحدثوا ل" إنسان برس " للإنفلات الأمني بالبلاد وسيادة نشاط المضاربات ولجوء المواطنين لحفظ مدخراتهم المالية بالنقد الأجنبي خوفا من فقدان قيمتها

وقال مدير البنك السوداني الفرنسي، عثمان التوم ل" إنسان برس ": إن اسباب تراجع الجنيه وإرتفاع الدولار كثيرة منها رغبة البعض فى تحويل مدخراتهم للدولار و حاجة البعض لدفع تكلفة معيشة أسرهم الذين اجبرتهم ظروف الحرب على السفر لدول اخرى، وحاجة البعض لسداد الرسوم الدراسية لأبنائهم 

 فى الخارج . 

واشار التوم لتسبب تراجع الصادر وقلة العائد منه في تفاقم مشكلة إرتفاع الدولار وكذلك زيادة الطلب على الاستيراد بسبب تعرض المحال التجارية والأسواق للنهب، ضاعف من الطلب على الدولار وتراجع الجنيه  

وقال ان الدولة فى ظل الحرب الدائرة وضخامة الكتلة النقدية المنهوبة ووجودها فى ايدي المتمردين و تخوفهم من تغيير العملة يدفعهم لشراء الدولار باي ثمن، متوقعا موالاة الدولار في الإرتفاع لأكثر من اسعاره الحالية بالسوق الموازي

واشار الى ان السيطرة على الارتفاع الكبير في الدولار من خلال وجود موارد حقيقية تتحقق من زيادة الصادرات الزراعية كالقطن، السكر، السمسم ، الصمغ ، حب البطيخ، الكركدى وغيرها و ضبط العائد من صادر الذهب. و ايضا زيادة الإنتاج من الذرة و القمح لتقليل استيراد القمح و الدقيق. كل هذه الخطوات تؤدى لثبات سعر الصرف و تحسن قيمة الجنيه السوداني و رفع المعاناة عن المواطن

ودعا المحلل الإقتصادي والأكاديمي د.محمد الناير في حديث ل" إنسان برس " لضرورة إيقاف تدهور قيمة الجنيه السوداني من خلال التناغم بين السياستين المالية والنقدية واتخاذ السياسات التي تشجع على زيادة حجم وحصيلة الصادرات خاصة الذهب الذي يشكل اكثر من ٥٠% من عائد الصادر والحد من تهريبه وترتيب الأولويات بالنسبة للواردات لخفض العجز في الميزان التجاري وبالتالي تقوية العملة

Powered by Froala Editor